للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يبنيه بيت إنما هو تل من الأنقاض , وكثيب من أخلاط المواد؛ وليس جديرا أن يبقى على دعائمه اثنى عشر قرنا , يسكنه مائتا مليون من الأنفس (١) ، ولكنه جدير أن تنهار أركانه فينهدم فكأنه لم يكن، وأني لأعلم أن على المرء أن يسير في جميع أموره طبق قوانين الطبيعة , وإلا أبت أن تجيبه طلبته، كذبُُ ما يذيعه أولئك الكفار وإن زخرفوه حتى تخيلوه حق، ومحنةُُ أن ينخدع الناس -شعوبا وأمما- بهذه الأضاليل) (٢) .

ويقول أيضا: (لقد أصبح من أكبر العار على كل فرد متمدن في هذا العصر, أن يصغي إلى القول بأن دين الإسلام كذب , وأن محمدا خداع مزور، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرجل ,ومازالت السراج المنير مدة اثني عشر قرنا لمئات الملايين من الناس أمثالنا , خلقهم الله الذي خلقنا، أكان أحدهم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والعد أكذوبة وخدعة؟ أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبدا، فلو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج ,ويصادفان منهم ذلك التصديق والقبول , فما الناس إذاً إلا بُلُهُ ومجانين، وما الحياة إلا سخف وعبث؛ كان الأولى ألا تُخلق) (٣) .

١٤-من الأدلة على أن القرآن ليس من النبي (صلى الله عليه وسلم) : أوقات نزوله (٤) ؛ فليس للنبي (اختيار فيما ينزل أو متى ينزل، فقد يأتيه وهو


(١) تعداد المسلمين جاوز المليار، ولكن هذا العالم يتحدث عن علمه ووقته حيث إنه ولد سنة ١٧٩٥م.
(٢) قالوا عن الإسلام (ص:١٢٣) .
(٣) انظر: القرآن والمستشرقون، د. التهامي نقرة (ص:٢٥) .
(٤) المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن، للحكيم (ص:٥٤) .

<<  <   >  >>