للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حديث هذه الحاشية الكريمة سوى التوراة والإنجيل؟ إن ذلك حجة قاطعة على أن بيئة النبي والقرآن كانت كتابية من كل نواحيها، وأن ثقافة محمد والقرآن كتابية في كل مظاهرها ,وذلك بمعزل عن الوحي والتنزيل) (١) .

وقد ذهب إلى أبعد من ذلك المستشرق كليمان هواز (٢) ,حيث كتب فصلا زعم فيه أنه اكتشف مصدرا جديدا للقرآن، وهو شعر أمية بن أبي الصلت، ومن ذلك قوله:

وَيَوْمَ مَوْعِدِهِمْ أنْ يُحْشَرُوا زُمَراً يَوْمَ الَتَّغَابُنِ إذُ لا يَنفَعُ الحَذَرُ

مُسْتَوسِقِيَنَ مَعَ الدَّاعِي كَأَنَّهُمُ رِجْلُ الجَرادِ زَفَتْهُ الرَّيحُ مُنْتشرُ

بَرَزُوا بصعيد مستوٍ جَزِرٍ وأُنْزِلَ العَرْشُ والميزانُ والزُبُرُ

تَقُولُ خُزَّانُها مَا كَانَ عِنْدُكُمُ أًلُمْ يَكُنْ جَاءَكُمْ مِنْ رَبَّكُمْ نُذُرُ

قالوا بَلَى فتبَِعْنا فَتْيةً بَطَرُوا وَغَرَّنَا طُولُ هذا العَيْشِ والعُمُرِ (٣)

وأورد توسدال (٤) شبهته السابقة وقال: إن من مصادره- القرآن- شعر امرئ القيس حيث قال: دَنَتِ السَّاعَةُ وانشَقَّ القَمَرْ عَنْ غَزَالٍ صَادَ قَلْبِي ونَفَرْ

أَحْوَرُ قَدْ حِرْتُ في أَوْصَافِِِهِ نَاعِسُ الطَّرُفِ بعَيْنَيهِ حَوَرْ

بِسهَامٍ مِنْ لحاظٍ فَاتِكٍ تَرَكَتْنِي كَهَشِيِمِ المُحْتِظِر (٥)


(١) القرآن والمستشرقون لنقرة، ص:٣٧-٣٨.
(٢) كليرنسدال: لم أجد له ترجمة , والظاهر أنه على قيد الحياة , له كتاب بعنوان مصادر الإسلام في ٢١٦ صفحة وستة فصول , وطبع في الهند. (انظر: "آراء المستشرقين حول القرآن " عمر إبراهيم (١/١٢٥)
(٣) القرآن والمستشرقون لنقرة ص:٣٤.
(٤) لم أجد له ترجمة
(٥) المرجع السابق ص:٣٤.

<<  <   >  >>