للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولو أردنا أن نجمع أقول كل من تكلم لطال بنا المقام (١) .

ثانياً الرد على من زعم أنه نقل من غيره:

١-لقد تكفل الله تعالى بالرد على هذه الشبهة:

وبالسبر والتقسيم القول: إن القرآن يمكن أن يأتي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) عن أربع طرق: من عند نفسه، من عند شخص، من كتاب، من الله تعالى ,أما من عند نفسه فقد تقدم معنا الرد على هذه الشبهة بأكثر من عشرة أوجه، (٢)

-أما من عند شخص؛ فمن هو هذا الشخص؟ أكثر الطاعنين على أنهم نصارى أو يهود، فرد الله تعالى عليهم أن لسان أولئك القوم ولغتهم أعجمية، ولكن لغة هذا القرآن عربي مبين، فكيف للأعجمي أن يأتي بأعلى الفصاحة وذروة البلاغة في اللغة العربية: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل:١٠٣] .

-أما من كتاب، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) لا يقرأ ولا يكتب: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت:٤٨] ،


(١) وقد ألف د. إبراهيم عوض كتابا بعنوان (مصدر القرآن: دراسة لشبهات المستشرقين المبشرين حول الوحي المحمدي) ،طبعته مكتبة زهراء الشرق في القاهرة، ١٩٩٧، وهو جيد في بابه، وانظر: من أساليب الغزو الفكري الطعن في القرآن الكريم، للدكتور نبيل غنايم، (ص:٥٢٩-٥٣١) ، وهو بحث نشر في مجلة مجمع الفقه الإسلامي (العدد السابع، الجزء الرابع) سنة ١٩٩٢.
(٢) راجع ص السابقة.

<<  <   >  >>