للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقدسا , ولم يسترشد في دينه بمذهب متقدم عليه) (١) .

١٥-وأما قول طه حسين: (وأما القسم المدني فهو هاديء لين وديع مسالم، يقابل السوء بالحسن , ويناقش الخصوم بالحجة الهادئة والبرهان الساكن الرزين: فيقول {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الأنبياء:٢٢] ، ويهجر مع أعدائه الترهيب , والقسوة ويسلك سبيل الترغيب والتطميع في المكافأة) .

فنقول: إن من غيرك ممن يوافقك أو توافقهم النصارى المبشرين والمستشرقين يخالفونك هنا فهذا الخوري الحداد يقول: (حين استقر محمد في المدينة انقلب انقلابا شاملا كاملا، انقلابا في الدعوة، فقد دخلت السياسة الدين، وانقلابا في الداعية الذي أصبح رجل دولة وحرب، وانقلابا في طريق الدعوة لقتال المشركين إلى أن يؤمنوا , والكتابيين حتى يخضعوا للجزية، انقلابا في الأسلوب حيث كان بالحكمة والموعظة الحسنة ,فصار بالقتال والجهاد) (٢) ، فمن نصدق؟، والحق أن أسلوب القرآن واحد، ولكنه يشتد مع الكافرين , ويتلطف مع المؤمنين (٣) .

١٦-وأما الحداد فقد حشى كتبه بالتناقض المضحك، ونقول له:


(١) المرجع السابق.
(٢) انظر القرآن والمبشرون، لدروزة (ص:٩٥) بتصرف يسير.
(٣) وانظر كتاب: نقض مطاعن في القرآن الكريم، لمحمد عرفة، فقد رد على هذه الفقرة ردا مطولا مفصلا، مبينا فيها أن القرآن يتميز بوحدة الأسلوب في المكي والمدني، (من ص:١٥إلى٥٦) ، والمستشرقون وشبهاتهم حول القرآن، لمحمد باقر الحكيم (من:٦٤-٧٠) .

<<  <   >  >>