للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وكفى بنفسك اليوم عليك حسيبا (. فإليك هذه الطامة؛ إنه يقرر بكل وضوح وقوة أن القرآن (نسخة عربية من الكتب السماوية السابقة المنزلة على الأنبياء السابقين ومقتبس منها، والقرآن كتاب توراتي إنجيلي في موضوعه ومصادره وقصصه وجدله) ، ويدلل على هذا بأن النبي (صلى الله عليه وسلم) أخذه من ورقة وغير ذلك من الأدلة الكثيرة التي ساقها.

ويقول: إن ذلك حجة قاطعة على بيئة النبي , والقرآن كانت كتابية من كل نواحيها، وأن ثقافة محمد والقرآن كتابية في كل مظاهرها, وذلك بمعزل عن الوحي والتنزيل) .

ثم يعقد فصلا بعنوان (هل للقرآن من مصدر) فيجيب: (المصدر الأول للقرآن هو الله؛ وهذه قضية إيمانية لا تُمس) (١) ، وإن تعجب فعجب تناقضه واضطرابه وحيرته، وهذه كافية في نسف كل ما قال، ولكن مع هذا سنكمل قراءة نص كلامه، ومع قلته إلا أنه حوى من المغالطات الشيء الكثير، فهو تارة يكذب كذبا صريحا , مثل قوله: وهو-يعني ورقة- الذي زوجه ابنة عمه) ، مع أن كتب السيرة تذكر أن خديجة هي التي كانت راغبة في النبي (صلى الله عليه وسلم) , وأرسلت له تعرض في زواجها، وأن الذي خطبها له هو عمه أبو طالب من عمها عمرو بن أسد (٢) ، وكيف لورقة أن يزوجها-وهو ابن عمها- مع وجود أعمامها الذين هم أقرب منه وأحق في الولاية؟!


(١) انظر القرآن والمستشرقون، لنقرة (ص:٣٩) نقلا عن كتاب الحداد (القرآن والكتاب) ص:٢٩٨.
(٢) انظر فصل: من الذي زوج خديجة، من كتاب الروض الأنف شرح السيرة النبوية لابن هشام، للإمام السهيلي (٢/٢٣٨) ، تحقيق عبد الرحمن الوكيل، الناشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ١٩٩٣.

<<  <   >  >>