للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليس موجها ضد النص القرآني في مصدره الإلهي، ولكنه يستهدف أثر القرآن في الحركة الفكرية والتقدم العلمي.

فهو قد يقر بأن القرآن من عند الله، ولكن هذا الأمر لا يجعله يسلم من النقد والمخالفة، وحقيقة هذا الطعن أنه إنكار لقدسيته، وأنه من عند الله ولكن بأسلوب ذكي؛ لأنه يعلم أنه لو صرح بإنكار القرآن وأنه ليس من عند الله، فسوف يلقى طوفاناً من المواجهة والتهم التي قد تصل إلى تكفيره؛ فلجأوا إلى هذه الشبهة ومؤداها هو نفس مؤدى إنكار القرآن، فأهم قضية عند المسلمين -وهي التي تؤرق الكافرين وأذنابهم- أن القرآن قدسي لا يقبل النقد، وحاكم واجب الاتباع.

و (يتزعم هذه النزعة ضد الإسلام الفيلسوفان الألمانيان؛ تنمان المتوفى ١٨٢٩ وبروكر المتوفى ١٧٧٠، والفيلسوف الفرنسي فيكتور كوزان المتوفى ١٩٤٧، ويرى هؤلاء أن أهم عوامل الركود في العقلية العربية وضآلة الفكر الإسلامي ترجع إلى القرآن أولا، فهو كتاب المسلمين المقدس الذي يعوق النظر العقلي الحر) (١) .

وبما أنه يعوق النظر العقلي الحر فيجب هجره وعدم التعويل عليه أو التحاكم له،

ويقول طه حسين: (لا شك أن الباحث الناقد، والمفكر الجريء لا يفرق في نقده بين القرآن وبين أي كتاب أدبي آخر) (٢) .


(١) القرآن الكريم في مواجهة الماديين الملحدين، للدكتور أحمد الشاعر (ص:٩٦-٩٧) ، وانظر التمهيدي في تاريخ الفلسفة للشيخ مصطفى عبد الرازق (ص:٥) .
(٢) نقض مطاعن في القرآن الكريم، لمحمد أحمد عرفة، ص:٤.

<<  <   >  >>