للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول: (إن الدين الإسلامي يجب أن يعلم فقط كجزء من التاريخ القومي لا كدين إلهي منزل بين الشرائع للبشر، فالقوانين الدينية لم تعد تصلح في الحضارة الحديثة كأساس للأخلاق والأحكام، ولذلك لا يجوز أن يبقى الإسلام في صميم الحياة السياسية، أو أن يتخذ كمنطلق لتجديد الأمة، فالأمة تتجد بمعزل عن الدين) (١) .

ويقول نصر حامد أبو زيد: (آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر، لا من سلطة النصوص وحدها، بل من كل تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا، علينا أن نقوم بهذا الآن وفورا قبل أن يجرفنا الطوفان) (٢) ،

وكتب نصر أبو زيد ومحمد أركون الجزائري (٣) تدور حول هذه القضية وأن القرآن -لو سلمنا بسلامة نصه وأنه من الله- فإن مفهومه ليس إلهيا ولا مقدسا بل هو إنساني (٤) ، ولنضرب بعض الأمثلة لكلامهم في هذا الباب:

يقول نصر أبو زيد: (إن القرآن نص ديني ثابت من حيث منطوقه، لكنه من حيث مفهومه يتعرض له العقل الإنساني ويصبح مفهوما يفقد


(١) (طه حسين حياته وفكره) لأنور الجندي، ص:١٤٤، نقلا عن كتاب مستقبل الثقافة في مصر.
(٢) انظر كتابه: " الإمام الشافعي وتأسيس الأيدلوجية الوسطية "،ص:١١٢، نشرته شركة (سينا للنشر) سنة:١٩٩١.
(٣) انظر كتاب: تهافت الاستشراق العربي (بحث نقدي في فكر وإنتاج محمد أركون) ، لمحمد بريش؛ رئيس تحرير مجلة الهدى المغربية، وهي عبارة عن مقالات له في المجلة في الأعداد ١٣،١٤،١٥،١٦،١٧،١٨،١٩.
(٤) انظر كتبه " الإمام الشافعي وتأسيس الأيدلوجية الوسطية "، " ونقد الخطاب الديني"، و" مفهوم النص "، وغيره من الكتب والمقالات.

<<  <   >  >>