للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صفة الثبات، ومن الضروري هنا أن نؤكد أن حالة النص الخام المقدس حالة ميتافيزيقية (١) لا ندري عنها شيئا، والنص منذ لحظة نزوله الأولى، تحول من كونه (نصا إلهيا) وصار فهما (نصا إنسانيا) ؛ لأنه تحول من التنزيل إلى التأويل، إن فهم النبي (صلى الله عليه وسلم) (٢) للنص يمثل أولى مراحل حركة النص في تفاعله بالعقل البشري، ولا التفات لمزاعم الخطاب الديني بمطابقة فهم الرسول للدلالة الذاتية للنص، على فرض وجود مثل هذه الدلالة الذاتية ... ) (٣) ،

ويقول عن القرآن: (كتاب العربية الأكبر وإثرها الأدبي الخالد دون نظر إلى اعتبار ديني) (٤) ، ويقول (إن النص في حقيقته وجوهره منتج ثقافي) (٥) . ويقول: (منذ نزل القرآن في كلمات عربية أصبح بشريا يجوز الطعن فيه وعليه، وتجوز مناقشته ويجوز فيه ما يجوز على الكلام البشري من خطأ وصواب) (٦) .


(١) يعني الأمور الغيبية غير المحسوسة، وهذه العبارات يكثر منها أبو زيد في كتبه -مع أن أكثر الناس لا يفهمونها-لإعطاء القارئ انطباعا بعمق المؤلف، ومدى اتساع علمه وثقافته، فيكسب نفسه هالة من قوة الطرح التي تنطلي على ضعاف الشخصيات والمتأثرين به، وهذا من أساليب الإرهاب الفكري الخفي، فهو يستطيع أن يقول (حالة غيبية لا ندري عنها شيئا) وتكون أسهل في الفهم، ولكنه يريد أن يتعالم أمام القارئ.
(٢) لم يذكر في كتابه الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) بل هي مني.
(٣) نقد الخطاب الديني (ص:١٢٦) ، القاهرة، مطبعة مدبولي، الطبعة الثالثة.
(٤) مفهوم النص، لنصر أبو زيد (ص:١٢) .
(٥) المرجع السابق (ص:٢٧) .
(٦) انظر قصة أبو زيد وانحسار العلمانية في جامعة القاهرة، د. عبد الصبور شاهين (ص:٨٦) .

<<  <   >  >>