فإن كان الله أحسن الحاكمين وخيرهم وأحكمهم، فكيف يعرض المسلم عنه إلى غيره؟ لذلك قال النبي (صلى الله عليه وسلم) كما ذكر الله تعالى عنه: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}[الأنعام:١١٤] ، يعني وأهل الكتاب يشهدون بفضله ومنزلته وأنه حق.
واتباع الرسالة هو ينبوع السعادة؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(إن السعادة والهدى في متابعة الرسول، وإن الضلال والشقاء فى مخالفته، وإن كل خير فى الوجود إما عام وإما خاص، فمنشأه من جهة الرسول، وإن كل شر فى العالم مختص بالعبد فسببه مخالفة الرسول أو الجهل بما جاء به، وإن سعادة العباد فى معاشهم ومعادهم باتباع الرسالة، والرسالة ضرورية للعباد لابد لهم منها، وحاجتهم إليها فوق حاجتهم إلى كل شيء، والرسالة روح العالم ونوره وحياته، فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور، والدنيا مظلمة ملعونة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة (١) ،
(١) يشير ابن تيمية إلى ما أخرجه الترمذي (في كتاب الزهد، باب منه، رقم:٢٣٢٢) ، وابن ماجه (كتاب الزهد، باب مثل الدنيا، رقم:٤١١٢) عن أبي هريرة مرفوعا (الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ أَوْ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا) ، وهو حسن، حسنه الترمذي والألباني (صحيح سنن الترمذي (٢/٢٦٩) .