للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بينما أَمَرَه في شأن الكفار المحاربين أن يحرض المؤمنين على قتالهم , والتجلد لهم , فأمره الله سبحانه في آية الأنفال بمقابلة الَسَّنان بالسَّنان, فالحكمة تقتضي وضع السيف في موضعه واللين في موضعه , فلا تعارض إذن بين الآيتين.

وحتى مع التسليم بأن الأمر في سورة الأنفال يقابل الأمر في سورة الأحزاب , فإن هذا يناسب التدرج في تشريع القتال , علي حسب ما تقتضيه كل مرحلة من مراحل الدعوة من قوة وضعف, فلا تناقض.

١٢- الآية ٢٠ من سورة آل عمران وهي: (فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن، وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم، فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد (، تناقض الآية ٨٩ من سورة النساء وهي: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم، ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا (.

ووجه التناقض - فيما يرون -أن الآية الأولى ذكرت أنه ليس على الرسول إلا البلاغ، والآية الثانية أمرته بقتال المنافقين وجهادهم، وبهذا نجد هؤلاء المساكين يدورون في حلقة مفرغة، يعيدون ما قالوا ثم يكررونه (١) .

الجواب (٢) :

الآية الأولى -ومثلها كثير جدا -تقول لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) : إنك


(١) انظر رد مفتريات على الإسلام (ص:٣٧) .
(٢) الجواب: انظر رد مفتريات على الإسلام (ص:٧٥) .

<<  <   >  >>