للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لست مطالب بخلق الهداية في نفوسهم، ولكن الله يهدي من يشاء، وإنما عليك أن تبلغ رسالة الله، فمن آمن بها وأسلم فقد اهتدى، ومن تولى فحسابه على الله، وحسبك أنك بلغت الرسالة، ولست مكلفا بخلق الهداية.

والآية الثانية تتحدث عن المنافقين وموقفهم يشبه موقف (المدعين) والمجلس المِلَّيء المزعوم يتمنون أن يكفر المسلمين ككفرهم، وقد نهى المسلمون أن يتخذوا منهم أصدقاء حتى يهاجروا في سبيل الله، ولا تعني الهجرة في هذا المقام الانتقال من مكة إلى المدينة؛ إذ السورة مدنية والمنافقين كانوا بالمدينة، ولكن المراد بالهجرة طاعة الله تعالى وترك المحرمات، وهذا من معاني الهجرة, ومن معانيها أيضا الجهاد، وكان جماعة من المنافقين بقيادة عبد الله بن أُبي رجعوا قبل المعركة يوم أحد.

والقرآن ينهى المسلمين عن اتخاذهم أصدقاء؛ لأن ذلك تكريم لهم وإطلاع لهم على أسرار المسلمين، ادّعوا الإسلام وأعرضوا عن الدفاع عنه، وعاونوا أعداءه.

وليس في هذا خَلْقُ هداية في أنفسهم، وإنما التخلص منهم ومن شرورهم، والناس في كل أمة وفي كل عصر يقتلون الخونة.

فهل هذا تناقض؟ .

قلتُ: إن البلاغ أنواع، فبلاغ الكلمة وبلاغ المال وبلاغ الجهاد، فالجهاد إنما شرع لتبليغ دعوة الله إلى مشارق الأرض ومغاربها، حتى يصل الإسلام إلى جميع نواح المعمورة.

١٣- الآية ١٠٨ من سورة الأنعام تناقض الآية ٤ من سورة محمد: وآية الأنعام هي (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا

<<  <   >  >>