للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله عدوا بغير علم.. (وآية سورة محمد هي: (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق، فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها، ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض، والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم، سيهديهم ويصلح بالهم (.

ولعل وجه التناقض فيما يرون أن الآية الأولى نهت المسلمين عن سب الأصنام التي يعبدها المشركين، والآية الثانية حثتهم على الجهاد (١) ! .

الجواب (٢) :

القوم واهمون ومتحاملون؛ فالآية الأولى مكية سَنَّتْ للمسلمين أدبا خُلقيا، فنهتهم عن شتم الأصنام وهم يعلمون أنها لا تضر ولا تنفع، ولكن لو سبوها لسب الكفار الإله الخالق سبحانه عدوانا وجهلا؛ لأنهم لم يعرفوه ولم يعرفوا صفاته، هذا أدب أخلاقي رفيع، وها نحن نجري عليه، فالجماعة (المدعون) والمجلس الملي يسبون ويشتمون ويقذفون النبي الكريم بأشنع الألفاظ، ونحن نلتزم المنطق ونغضي عن شتائمهم، هذا لعلمنا أن الشتائم لا جدوى من ورائها، وأن الشَّتَّام يحط دائما من قدر نفسه، ولا ينال من قدر من شتمه شيئا.

والآية الرابعة من سورة محمد تبين جانبا من تعاليم الحرب، فتعلم المسلمين أنهم إذا قابلوا الكفار في المعركة فعليهم أن يوقعوا بهم الضرب، فإذا أثخنوهم قتالاً وهزموهم كان لهم بعد ذلك أن يمنوا على من يستحق المن, وأن يأخذوا الفدية ممن يستحق أن يفدى.


(١) انظر رد مفتريات على الإسلام (ص:٣٧) .
(٢) انظر رد مفتريات على الإسلام (ص:٧٥) .

<<  <   >  >>