في سورة النجم (٥٣) ، هو نفسه الذي ذكره الله في سورة النحل (١٤) ، حيث يقول سبحانه وتعالى:(قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ((١٦: ١٠٢) ، فقد سماه الله روحا؛ لأنه ينزل بما يحيي موات القلوب، وهو وحي الله إلى رسله، ووصفه بروح (القدس) أي المقدس المنزه عن الكذب أو الغش، فهو الذي قدسه الله ورفعه، وأعلى من شأنه عليه السلام. وأما ما ذكره الله في سورة الحجر الآية رقم ١٥,فإن الله لم يذكر فيها أن الملائكة نزلوا على النبي (صلى الله عليه وسلم) بالوحي ,كما فهم هذا الجاهل حيث يقول:(والسورة رقم (١٥: ٨) ذكر فيها أن الملائكة ,وهم أكثر من واحد نزلوا على محمد. وإنما الآيات هكذا (وقالوا (أي الكفار
(يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون، لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين (فرد الله مقالة هؤلاء الكفار, الذين استعجلوا نزول الملائكة بالعذاب عليهم, وهو ما هددهم الله به إن أصروا على التكذيب, فقال تعالى: (ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين (أي إن الله لا ينزل الملائكة إلا بالحق، وإنهم إذا نزلوا نزلوا بالعذاب عليهم, فمعنى ذلك أنهم غير ممهلين، والحال أن الله أمهلهم ليقيم الحجة عليهم، ولم يشأ سبحانه وتعالى أن يعجل العقوبة الماحية المستأصلة, لهم كما حدث للأمم السابقة، بل شاء الله أن يعاقبهم بالعقوبات التي لا تستأصلهم، فقد أنزل الملائكة في بدر وغيرها من معارك الرسول خزيا للكفار, ونصرا للرسول والمؤمنين.
وأما الآية ٩٧من سورة البقرة فهي نص صريح في أن جبريل عليه السلام هو الذي أنزل القرآن على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، قال تعالى: (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى