للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبشرى للمؤمنين (وهذا رد على اليهود الذين كرهوا جبريل، وأنه ينزل بحربهم وهلاكهم , فأخبرهم الله أن هذا الملاك هو ملاك الرب، وأنه هو الذي أنزل القرآن على قلب محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وقد وصف الله جبريل في القرآن بأنه روح القدس؛ أي الروح المقدسة, كما قال سبحانه وتعالى: (قل نزله روح القدس من ربك بالحق (. وقد قدمنا معنى روح القدس. <o:p></o:p></span> ٢٢

٢٢-السؤال السابع هو: هناك آراء متضاربة في كيفية خلق الإنسان؛ فالسورة (٢٥: ٥٤) -وهي: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا} [الفرقان:٥٤]- يذكر بها أن الإنسان خلق من ماء، والسورة (٣٦: ٧٧,٧٨) -وهي قوله {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} [يس:٧٧] ؛ ذكر بها أنه خلق من نطفة, والسورة (٣٧: ٧١,٧٢) -يعني قوله: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (سورة ص الآية:٧١؛ذكر بها أنه خلق من طين، على الرغم من أن سجلات الحفريات لا تساند نظرية التطور. -والجواب (١) : أن الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه الكريم- الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه- أنه بدأ خلق الإنسان بخلق أبي البشر آدم الذي خلقه من التراب، الذي أصبح طينا يعجنه بالماء، ثم حمأ مسنونا، أي طينا مخمرا، ثم سواه الله بأن خلقه بيديه سبحانه, ثم أصبح آدم وهو في صورته الطينية صلصالا كالفخار، وهو الطين إذا يبس وجف، ثم


(١) انظر: معرفة تأويل المتشابه، د. عبد الله أبو السعود (ص:٨٨) .

<<  <   >  >>