للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد نسخت شريعته الشرائع ونسخ دينه الأديان، ولا يقبل من أحد إلا الإسلام، فهذا معنى الآية الأخرى، ويؤيد ذلك ما أخرجه (ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: قال سلمان رضي الله عنه: سألت النبي (صلى الله عليه وسلم) عن أهل دين كنت, معهم، فذكرت من صلاتهم وعبادتهم فنزلت (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر (الآية وقال السدي إن (الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا (الآية نزلت في أصحاب سلمان الفارسي, بينا هو يحدث النبي (صلى الله عليه وسلم) إذ ذكر أصحابه فأخبره خبرهم , فقال: كانوا يصلون ويصومون ويؤمنون بك, ويشهدون أنك ستبعث نبيا. فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال له نبي الله (: «يا سلمان من أهل النار» فاشتد ذلك على سلمان , فأنزل الله هذه الآية ,فكان إيمان اليهود أنه من تمسك بالتوراة, وسنة موسى عليه السلام حتى جاء عيسى فلما جاء عيسى, كان من تمسك بالتوراة وأخذ بسنة موسى فلم يدعها ,ولم يتبع عيسى كان هالكا, وإيمان النصارى أن من تمسك بالإنجيل منهم, وشرائع عيسى كان مؤمنا مقبولا منه حتى جاء محمد (صلى الله عليه وسلم) فمن لم يتبع محمدا (منهم ويدع ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل, كان هالكا. قلت (١) : هذا لا ينافي ما روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر (- قال: فأنزل الله بعد ذلك:

(ومن يبتغ غير الإسلام دين فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين


(١) القائل ابن كثير , رحمه الله.

<<  <   >  >>