للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإنا لو جوزنا ذلك لما أمنا في النملة التي نشاهدها في زماننا هذا أن تكون أعلم بالهندسة من إقليدس وبالنحو من سيبويه، وكذلك القول في القملة والصئبان، ويجوز أن يكون فيهم الأنبياء والتكاليف والمعجزات.

ومعلوم أن من جوز ذلك كان إلى الجنون أقرب.

وثانيها: أن سليمان عليه السلام كان بالشام، فكيف طار الهدد في تلك اللحظة اللطيفة من الشام إلى اليمن، ثم رجع إليه.

وثالثها: كيف خفي على سليمان عليه السلام حال مثل تلك المملكة العظيمة مع ما يقال إن الجن والإنس كانوا في طاعة سليمان، وأنه عليه السلام كان ملك الدنيا بالكلية، وكان تحت راية بلقيس حال طيران الهدهد إلا مسيرة ثلاثة أيام؟.

ورابعها: من أين حصل للهدهد معرفة الله تعالي ووجوب السجود له وإنكار سجودهم للشمس وإضافة إلي الشيطان وتزينه؟) (١) .

-الجواب:

قال الرازي في الجواب على ذلك:

(والجواب على الأول: أن ذلك الاحتمال قائم في أول العقل، وإنما يدفع ذلك بالإجماع.

وعن البواقي: أن الإيمان بافتقار العالم إلي المختار يزيل هذه الشكوك) (٢) .

(هذا ما رد به الرازي على هذه الطعون، وهو رد مجمل قاصر


(١) مفاتيح الغيب ٢٤/١٩٠-١٩١
(٢) مفاتيح الغيب ٢٤/.٩١

<<  <   >  >>