للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨- في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا} [الكهف: ٨٦] .

يقول خلف الله: (بان للعقل الإسلامي أن مسألة غروب الشمس في عين حمئة، لا يستقيم وما يعرف من حقائق هذا الكون) (١) .

-الجواب:

قد قدمنا أن لا يصح الأخذ بالألفاظ المحتملة وادعاء أنها تعارض العلم،

(فالتعبير القرآني المحكم المعجز يقول (وجدها تغرب) ولم يقل إنها تغرب؛ حتى يكون هذا تعبيرا عن الحقيقة الكونية المطلقة) (٢) .

قال ابن كثير -رحمه الله-: (قوله: (وجدها تغرب في عين حمئة (أي رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط، وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله، يراها كأنها تغرب فيه، وهي لا تفارق الفلك الذي هي مثبتة فيه لا تفارقه) (٣) .

وقال القرطبي -رحمه الله-: (قال القفال: قال بعض العلماء: ليس المراد أنه انتهى إلى الشمس مغربا ومشرقا، ووصل إلى جرمها ومسها؛ لأنها تدور مع السماء حول الأرض، من غير أن تلتصق بالأرض، وهي أعظم من أن تدخل في عين من عيون الأرض، بل هي أكبر من الأرض أضعافا مضاعفة، بل المراد أنه انتهى إلى آخر العمارة من جهة المغرب ومن جهة المشرق، فوجدها في رأي العين تغرب في عين حمئة، كما أنا نشاهدها في الأرض الملساء كأنها تدخل في الأرض؛ ولهذا قال:


(١) الفن القصصي (ص/٣٤) .
(٢) مدخل إلى علم التفسير (ص: ٢٣٣) .
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/١٠٣) .

<<  <   >  >>