للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكقوله: {خمسين ألف سنة} [المعارج: ٤] وفي موضع {ألف سنة} [السجدة: ٥] ، وأجيب بأنه باعتبار حال المؤمن والكافر بدليل {وكان يوما على الكافرين عسيرا} [الفرقان: ٢٦] . وكقوله: {بألف من الملائكة مردفين} [الأنفال: ٩] وفي آية أخرى {بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين} [آل عمران: ١٢٤] ، قيل: إن الألف أردفهم بثلاثة آلاف، وكان الأكثر مددا للأقل، وكان الألف (مردفين) بفتحها ... ) (١) .

إذن فأسباب إيهام التناقض عند الزركشي خمسة: -

السبب الأول: وقوع المخبر به على أحوال مختلفة وتطويرات شتى.

السبب الثاني: اختلاف الموضوع.

السبب الثالث: اختلافهما في جهتي الفعل.

السبب الرابع: اختلافهما في الحقيقة والمجاز.

السبب الخامس: الاختلاف لوجهين واعتبارين.

وذكر صاحب كشف الأسرار أن من أسباب الاختلاف في القرآن:

(١- (الغُمُوض فِي المعنى) أَيْ الْإشكال إنَّمَا يَقَعُ لِغُمُوضٍ فِي الْمَعْنَى , وَمِنْ نَظَائِرِهِ قولُه تعالى: (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ (, اشْتَبَهَ مَعْنَاهُ عَلَى السَّامِعِ أَنَّهُ بِمَعْنَى كَيْفَ أَوْ بِمَعْنَى أَيْنَ، فَعُرِفَ بَعْدَ الطَّلَبِ وَالتَّأَمُّلِ أَنَّهُ بِمَعْنَى كَيْفَ، بِقَرِينَةِ الْحَرْثِ وَبِدَلَالَةِ حُرْمَةِ الْقُرْبَانِ فِي الْأَذَى الْعَارِضِ , وَهُوَ الْحَيْضُ فَفِي الْأَذَى اللَّازِمِ أَوْلَى.

٢- (والاستعارة البديعة) وَأَمَّا نَظِيرُ الِاسْتِعَارَةِ الْبَدِيعَةِ، فَقَوْلُهُ تَعَالَى: (قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ (, فَالْقَوَارِيرُ لَا يَكُونُ مِنْ الْفِضَّةِ،


(١) البرهان للزركشي (٦٤-٧٤) بتصرف واختصار.

<<  <   >  >>