للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال: وأن في مصر شواذ لا نختارها، ولا نجيز أن يكون «القرآن» قد اتى بها، مثل:

١ - كشكشة قيس، يجعلون كاف المؤنث شينا (١).

٢ - وعنعنة تميم، يقولون «عن» في موضع «أن» (٢).

٣ - وكما ذكر عن بعضهم أنه يبدل السين تاء (٣).

ثم يقول: وقد جاء في كتاب الله عز وجل ما له وجوه سبعة من القراءات، من غير أن نقول: ان هذا مراد النبي صلّى الله عليه وسلم

بقوله: «انزل القرآن على سبعة احرف» أهـ (٤).

القول السادس:

قال أبو محمد البغوي ت ٥١٠ هـ (٥):

اظهر الأقاويل، وأصحها، وأشبهها بظاهر الحديث أن المراد من هذه الحروف اللغات:

وهو أن يقرأ كل قوم من العرب بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم من الادغام، والاظهار، والامالة، والتفخيم، والاشمام، والاتمام، والهمز، والتليين، وغير ذلك من وجوه اللغات الى سبعة أوجه منها في الكلمة الواحدة.

ثم قال: ولا يكون هذا الاختلاف داخلا تحت قوله تعالى: وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (٦).

اذ ليس معنى هذه الحروف أن يقرأ كل فريق بما شاء مما يوافق لغته من غير توقيف، بل كل هذه الحروف منصوصة، وكلها، كلام الله عز وجل


(١) فيقولون في نحو: «ربك» «ربش» تحتك، تحتش.
(٢) فيقولون في نحو: «أن يأتي» «عن يأتي».
(٣) فيقولون في نحو «الناس» «النات».
(٤) انظر: المرشد الوجيز ص ١٣١ - ١٣٣.
(٥) هو: أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي، الملقب بمحيي السنة، عالم بالتفسير، والحديث، والفقه، وغير ذلك، وله عدة مصنفات توفي سنة، ٥١٠ هـ.
انظر: وفيات الأعيان ج ١ ص ١٨٢، وطبقات السبكي ج ٤ ص ٢١٤.
(٦) سورة النساء الآية ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>