للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«رشد» نحو: «البخل، والبخل» (١).

تنبيه: «رشدا» من قوله تعالى: فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً (٢) ومن قوله تعالى: وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً (٣)

اتفق القراء العشرة على قراءة «رشدا» في هذين الموضعين بفتح الراء والشين.

قال «ابن الجزري» ت ٨٣٣ هـ:

واختلفوا في «مما علمت رشدا» فقرأ البصريان بفتح الراء والشين، وقرأ الباقون بضم الراء، واسكان الشين.

واتفقوا على الموضعين المتقدمين من هذه السورة وهما: «وهيّئ لنا من امرنا رشدا، ولأقرب من هذا رشدا».

انهما بفتح الراء، والشين، وقد سئل «الامام ابو عمرو بن العلاء» ت ١٥٤ هـ عن ذلك فقال: «الرشد» بالضم هو الصلاح، وبالفتح هو العلم، و «موسى» عليه السلام انما طلب من «الخضر» عليه السلام العلم. وهذا في غاية الحسن، الا ترى الى قوله تعالى: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً كيف اجمع على ضمه، وقوله وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً ولِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً كيف اجمع على فتحه.

ولكن جمهور اهل اللغة اجمع على ان الفتح، والضم في «الرشد، والرشد» لغتان كالبخل، والبخل، «والسقم، والسقم»، «الحزن، والحزن» فيحتمل عندي ان يكون الاتفاق على فتح الحرفين الاولين لمناسبة


(١) قال ابن الجزري: والرشد حرك وافتح الضم شفا: وآخر الكهف حما.
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ١٦٤.
والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ٦٦.
والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ٤٠٥.
(٢) سورة الكهف الآية ١٠.
(٣) سورة الكهف الآية ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>