للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و «الكفور» بالرفع، نائب فاعل، ومما لا ريب فيه أن الناس كلهم مجزيون بأعمالهم، الا أن المؤمن يكفر الله عنه سيئاته الصغائر باجتنابه الكبائر، بدليل قوله تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً (١).

والكافر لا تكفير لسيئاته الصغائر، لانه لم يجتنب الكبائر، اذ هو على الكفر، والكفر أعظم الكبائر، فلذلك خص الكافرين بذكر المجازاة في هذه الآية.

وقرأ الباقون «نجازي» بنون العظمة، وكسر الزاي مبنيا للفاعل، و «الكفور» بالنصب مفعول به، وهو اخبار من الله تعالى عن نفسه، وقد

جرى الكلام على نسق ما قبله من قوله تعالى في صدر الآية: ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا (٢).

«ولا ينقص» من قوله تعالى: وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ (٣).

قرأ «يعقوب» بخلف عن «رويس» «ينقص» بفتح الياء، وضم القاف، مبنيا للفاعل، والفاعل يفهم من المقام أي شيء ما.

وقرأ الباقون بضم الياء، وفتح القاف، مبنيا للمفعول، وهو الوجه الثاني «لرويس» والجار والمجرور وهو «من عمره» نائب فاعل (٤).

«نجزي كل» من قوله تعالى: كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (٥).


(١) سورة النساء الآية ٣١
(٢) قال ابن الجزري:
نجازى اليا افتحن زاى الكفور رفع حبر عم صن انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٢٥٦ والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ٢٠٦.
والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ١٥٣.
(٣) سورة فاطر الآية ١١
(٤) قال ابن الجزري:
وينقص افتحا ضما وضم غوث خلف شرحا انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٢٥٩.
والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ١٥٨.
(٥) سورة فاطر الآية ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>