وقال «أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم» تلميذ «الطبري»:
«ان الامر بقراءة «القرآن» على سبعة احرف أمر تخيير ... الى ان قال:
فثبتت الأمة على حرف واحد من السبعة التي خير فيها، وكان سبب ثباتها على ذلك ورفض الستة ما اجمع عليه صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وحين خافوا على الأمة تكفير بعضهم أن يستطيل ذلك الى القتال وسفك الدماء، وتقطيع الأرحام، فرسموا لهم مصحفا أجمعوا جميعا عليه وعلى نبذ ما عداه لتصير الكلمة واحدة، فكان ذلك حجة قاطعة وفرضا لازما، وأما ما اختلف فيه أئمة القراءة بالأمصار من النصب، والرفع، والتحريك، والاسكان، والهمز، وتركه، والتشديد، والتخفيف، والمد، والقصر، وابدال حرف بحرف يوافق صورته فليس ذلك بداخل في معنى قول النبي صلّى الله عليه وسلم:«انزل القرآن على سبعة احرف» وذلك من قبل أن كل
حرف اختلف فيه أئمة القراءة لا يوجب المراء كفرا لمن مارى به في قول أحد من المسلمين» أهـ (١).
القول الثاني:
مفاده أن القراءات العشر تعتبر بعض الأحرف السبعة التي نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام.
وقد جنح الى هذا القول جمهور العلماء، اذكر منهم كلا من:
١ - مكي بن أبي طالب ت ٤٣٧ هـ.
٢ - أبي العباس أحمد بن عمار المقرئ ت ٤٤٠ هـ.
٣ - أبي علي الأهوازي ت ٤٠٦ هـ.
واليك ما ذكره كل منهم في هذه المسألة:
قال مكي بن أبي طالب:
«هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة انما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها «القرآن» ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع