للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعل مضارع مبني للمجهول: ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره «هي» يعود على «الزجاجة» وأنث الفعل لان لفظ «الزجاجة» مؤنث.

وقرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «توقد» بتاء مفتوحة، وواو مفتوحة مع تشديد القاف، وفتح الدال، على وزن «تفعل» وهو فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر يعود على «الزجاجة» أيضا.

وقرأ الباقون وهم: «نافع، وابن عامر، وحفص» «يوقد» بياء تحتية مضمومة، وواو ساكنة مدية بعدها مع تخفيف القاف، والدال، وهو فعل مضارع مبني للمجهول من «أوقد» الرباعي، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «المصباح» المتقدم ذكره. (١)

«موهن كيد» من قوله تعالى: «ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ». (٢)

قرأ «ابن عامر، وشعبة، وحمزة، والكسائى: ويعقوب، وخلف العاشر» «موهن» بسكون الواو، وتخفيف الهاء، والتنوين، على أنه اسم فاعل من «أوهن فهو موهن» مثل: «أيقن يوقن فهو موقن» و «كيد» بالنصب، مفعول به، واعلم أن التنوين في «موهم» على الاصل في اسم الفاعل اذا أريد به الحال، او الاستقبال.

وقرأ «حفص» «موهن» بسكون الواو: وتخفيف الهاء، من غير تنوين، على أنه اسم فاعل من «أوهن» الرباعى، وحذف التنوين، للاضافة والتخفيف، و «كيد» بالخفض على الاضافة، وقد جاء القرآن بحذف التنوين من اسم فاعل مع الاضافة في نحو قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ». (٣)

وقرأ الباقون «موهن» بفتح الواو، وتشديد الهاء، والتنوين، على أنه اسم فاعل من «وهن» مضعف العين نحو: «قتل يقتل فهو مقتل» و «كيد» بالنصب مفعول به.

واعلم أن في التشديد معنى التكرير، فهو توهين بعد توهين، وذلك أن

التشديد انما وقع لتكرار الفعل: وذلك ما ذكره الله من تثبيت أقدام المؤمنين بالغيث، وربطه على قلوبهم، وتقليله اياهم في أعينهم عند القتال، فذلك منه شيء بعد شيء، وحال بعد حال، وفي وقت بعد وقت، فكان الاولى


(١) قال ابن الجزرى: يوقد أنث صحبة تفعلا حق لنا انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٢١٣.
والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ٧٥.
والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ١٣٨.
(٢) سورة الانفال الآية ١٨
(٣) سورة الطلاق الآية ٣

<<  <  ج: ص:  >  >>