للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ الباقون «تبلو» بالتاء المثناة من فوق، والباء الموحدة، من الابتلاء، وهو الاختبار. أي: هنالك تختبر كل نفس ما قدمت من عمل فتعاين قبحه وحسنه لتجزى به (١).

«فتبينوا» من قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا (٢).

ومن قوله تعالى: كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا (٣).

ومن قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا (٤).

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «فتثبتوا» في المواضع الثلاثة بثاء مثلثة بعدها باء موحدة بعدها تاء مثناة فوقية، على أنها فعل مضارع من «التثبيت».

وقرأ الباقون «فتبينوا» في المواضع الثلاثة بباء موحدة، وياء مثناة تحتية بعدها نون، على أنها فعل مضارع من «التبين».

والتثبت أفسح للمأمور من التبين لان كل من أراد أن يتثبت قدر على ذلك، وليس كل أراد أن يتبين قدر على ذلك لانه قد يتبين ولا يتبين له ما أراد بيانه، من هذا يتضح أن التبين أعم من التثبت، لان التبين فيه معنى التثبت، وليس كل من تثبت في أمر تبينه (٥).


(١) قال ابن الجزرى: باء تبلوا التا شفا انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ١٠٥ والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٥١٧.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٢٩٦.
(٢) سورة النساء الآية ٩٤
(٣) سورة النساء الآية ٩٤
(٤) سورة الحجرات الآية ٦
(٥) قال ابن الجزرى: تثبتوا شفا من الثبت معا مع حجرات ومن البيان عن سواهم انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٣٣.
والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٣٩٤.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ١٦٧

<<  <  ج: ص:  >  >>