للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وما يخدعون» من قوله تعالى: وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ (١).

قرأ «نافع: وابن كثير، وأبو عمرو» «وما يخادعون» بضم الياء وفتح الخاء واثبات ألف بعدها وكسر الدال، وذلك لمناسبة اللفظ الاول وهو قوله تعالى: يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا.

وعلى هذا يجوز أن تكون المفاعلة من الجانبين، اذ المنافقون يخادعون أنفسهم بما يمنونها من أباطيل، وهي تمنيهم كذلك.

أو تكون المخادعة من جانب واحد، فتكون المفاعلة ليست على بابها، وحينئذ تتحد هذه القراءة مع القراءة الآتية.

وقرأ الباقون «وما يخدعون» بفتح الياء، واسكان الخاء، وحذف الالف، وفتح الدال، على أنه مضارع «خدع» (٢).

والخداع: انزال الغير عما هو بصدده بأمر يبينه على خلاف ما يخفيه (٣).

تنبيه: «يخادعون» من قوله تعالى: يُخادِعُونَ اللَّهَ (٤).

ومن قوله تعالى: إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ (٥).

اتفق القراء العشرة على قراءته «يخادعون» بضم الياء: وفتح الخاء، واثبات ألف بعدها، وكسر الدال.


(١) سورة البقرة الآية ٩
(٢) قال ابن الجزرى: وما يخادعون يخدعون كنز ثوى انظر: النشر في القراءات العشر ج ٢ ص ٣٩٢.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٤٧ والمستنير في تخريج القراءات ج ١ ص ١٣ واتحاف فضلاء البشر ص ١٢٨.
(٣) انظر: المفردات في غريب القرآن ص ١٤٣.
(٤) سورة البقرة الآية ٩
(٥) سورة النساء الآية ١٤٢

<<  <  ج: ص:  >  >>