للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أجاب عنه بأن المصاحف اختلفت في ذلك، وهذا الخلاف مفرع على أحد وجهي الخلاف المتقدم بالاثبات، ومقابله، وانما أعاد الناظم في الشطر الاول الخلاف الذي في المورد، ولم يقتصر على الخلاف الذي ذكره في الشطر الثاني مع أنه هو المقصود بالذات لئلا يتوهم من الاقتصار على الخلاف بتقدم الالف وتأخرها في هذين الموضعين خروجهما من الخلاف المذكور في المورد بالحذف والاثبات» أهـ (١).

«عالم الغيب» من قوله تعالى: قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ (٢).

قرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، ورويس» «عالم» برفع الميم على وزن «فاعل» على أنه خبر لمبتدإ محذوف، أي هو عالم، أو على أنه مبتدأ،

والخبر قوله تعالى بعد لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ.

و «فاعل» أكثر في الاستعمال من «فعال» ومنه قوله تعالى: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ (٣).

وقوله: عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً (٤).

وقرأ «حمزة، والكسائي» «علام» بتشديد اللام، وخفض الميم، على وزن «فعال» الذي للمبالغة في العلم بالغيب وغيره، ومنه قوله تعالى:

قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (٥).

وهذه القراءة على أن «علام» صفة «لربي» أو صفة «لله» المتقدم ذكره أول السورة في قوله تعالى:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ (٦).

وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وروج، وخلف العاشر» «عالم» بخفض الميم، على وزن «فاعل» على أنه صفة «لربي»


(١) انظر: دليل الحيران شرح مورد الظمآن ص ٥٦١ - ٥٦٢.
(٢) سورة سبأ الآية ٣
(٣) سورة الانعام الآية ٧٣
(٤) سورة الجن الآية ٢٦
(٥) سورة سبأ الآية ٤٨
(٦) الآية ١

<<  <  ج: ص:  >  >>