كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية

الباب الرابع الجامد والمشتق - الفصل العاشر من الباب الرابع بين صيغ مختلفة - ج: 1 - ص: 528

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يطوع» في الموضعين بالياء التحتية، وتشديد الطاء، وجزم العين، وهو فعل مضارع مجزوم بمن الشرطية، وأصله «يتطوع» فأدغمت التاء في الطاء، وذلك لانهما يخرجان من مخرج واحد وهو طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا (١).

كما أنهما يتفقان في الصفتين الآتيتين: الشدة، والاصمات (٢).

المعنى: يخبر الله تعالى أن من يفعل خيرا تطوعا لله تعالى، فهو خير له لأن الله تعالى سيثيبه على ذلك يوم القيامة بالرضوان، والاجر العظيم.

وقرأ الباقون غير «يعقوب» «تطوع» في الموضعين بالتاء الفوقية وتخفيف الطاء وفتح العين، وهو فعل ماض، في محل جزم «بمن» على أنها شرطية، أو صلة «لمن» على أنها اسم موصول.

وقرأ «يعقوب» الموضوع الاول «يطوع» مثل حمزة ومن معه، والموضع الثاني «تطوع» مثل قراءة الباقين (٣).

«الطوع»: الانقياد، ويضاده «الكره» قال تعالى: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (٤).

«والتطوع»: في الاصل: تكلف الطاعة، وهو في التعارف: التبرع بما لا يلزم كالتنقل، قال تعالى:

---

(١) انظر: الرائد في تجويد القرآن ص ٤١.
(٢) انظر: الرائد في تجويد القرآن ص ٤٨.
(٣) انظر: النشر في القراءات العشر ج ٢ ص ٤٢٢.
والمستنير في تخريج القراءات ج ١ ص ٤٤.
والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٢٦٩.
وتفسير البحر المحيط ج ١ ص ٤٥٨.
قال ابن الجزرى:
تطوع التا يا وشدد مسكنا ... ظبا شفا الثاني شفا
(٤) سورة فصلت الآية ١١.