للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفتح السين، وسكون التاء، على وزن «فعلت» بفتح الفاء والعين واللام، وذلك على اسناد الفعل الى الآيات، فأخبر الله عن الكفار أنهم يقولون: هذه الآيات التي جئتنا بها يا محمد قد قدمت، وبليت، ومضت عليها دهور، وكانت من أساطير الاولين فجئتنا بها، ودل على هذا المعنى قوله تعالى:

وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (١).

وقرأ الباقون «درست» بغير ألف، واسكان السين، وفتح التاء، على «فعلت» بفتح الفاء والعين وسكون اللام، وذلك على اسناد الفعل الى النبي صلى الله عليه وسلم، فالتاء للخطاب، والمعنى أن الله سبحانه وتعالى أخبر عن الكفار أنهم قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام:

هذه الآيات التي جئتنا بها كانت نتيجة أنك درست وحفظت كتب الامم السابقة، ويدل على هذا المعنى قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٢).

جاء في «التاج»: «درس الشيء» بضم الهمزة «يدرس» «دروسا» بضم الدال: «عفا».

«ودرسته الريح» «درسا»: «محته».

ومن المجاز: «درس» الكتاب بفتح الباء «يدرسه» بضم الراء، وكسرها، «درسا» بفتح الدال، «ودراسة» بكسر الدال، وفتحها، «دراسا» «ككتاب»:

«قرأه».

وقيل: «درس الكتاب، يدرسه، درسا»: ذلّله بكثرة القراءة حتى خف حفظه عليه من ذلك «كأدرسه» عن «ابن جني».


(١) سورة الفرقان الآية ٥
(٢) قال ابن الجزرى:
ودارست لحبر فامدد ... وحرك اسكن كم ظبى
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٥٨.
والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٤٤٣.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٢٢٠. والآية من سورة النحل رقم ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>