للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال من الرياح، كأنه قال:

«وهو الذي يرسل الرياح محيية للارض» كما تقول: «أتانا ركضا» أي «راكضا».

ويجوز أن يكون المصدر يراد به المفعول، كقولهم: «هذا درهم ضرب الامير» أي: «مضروبة» وكقوله تعالى: هذا خَلْقُ اللَّهِ (١).

أي مخلوقة، فيكون المعنى: يرسل الرياح منشرة، أي محياة.

وقرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «نشرا» بضم النون والشين، على جمع «نشور»، ونشور بمعنى «ناشر» «وناشر» معناه: محيى، كطهور بمعنى طاهر، فالله تعالى جعل الرياح ناشرة للارض، أي محيية لها، اذ تأتي بالمطر الذي يكون النبات به ..

ويجوز أن يكون «نشرا» جمع «نشور» ونشور بمعنى «منشور» مثل:

ركوب بمعنى مركوب، وحلوب بمعنى محلوب كأن الله تعالى أحيا الريح لتأتي بين يدي رحمته، فهي ريح منشورة، أي: محياة.

ويجوز أن يكون «نشرا» جمع «ناشر» مثل «شاهد وشهد» وذلك لان الريح ناشرة للارض، أي محيية لها بما تسوق من المطر.

وقرأ «ابن عامر» «نشر» بضم النون، واسكان الشين، وتوجيه هذه القراءة كتوجيه قراءة ضم النون والشين، الا أن اسكان الشين للتخفيف، والضم هو الاصل (٢).


(١) سورة لقمان الآية ١٢٠
(٢) قال ابن الجزرى: نشر الضم
فافتح شفا كلا وساكنا سما ضم ... وبا نل؟
انظر: النشر في القراءات العشر ج ١ ص ٧٦.
والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٤٦٥.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٢٤١

<<  <  ج: ص:  >  >>