للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«دكا» من قوله تعالى: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا (١).

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «دكاء» بالهمزة المفتوحة بعد الالف، وحذف التنوين ممنوعا من الصرف، مفعولا به.

وحينئذ يكون المد متصلا فكل يمد حسب مذهبه، ووجه هذه القراءة أنها أخذت من قول العرب: «هذه ناقة دكاء» للتي لا سنام لها، فهي مستوية الظهر، فكأنه على التقدير: جعل الجبل مثل «ناقة دكاء» أي جعله اذا تجلى عليه مستويا لا ارتفاع فيه، تعظيما لله، وخضوعا له.

وقرأ الباقون «دكا» بحذف الهمزة، والمد، مع التنوين، على أنه مصدر «دككت الارض دكا» أي جعلتها مستوية لا ارتفاع فيها، ولا انخفاض والمصدر واقع موقع المفعول به، ويقوي هذه القراءة قوله تعالى: كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (٢).

قال «أبو عبيدة معمر بن المثنى» ت ٢١٠ هـ:

«جعله دكا، أي مندكا» أهـ (٣).

«الدكة»: المكان المرتفع يجلس عليه، وهو «المسطبة» معرب، والجمع «دكك» مثل: «قصعة وقصع» (٤).

«الدك»: الدق والهدم، وما استوى من الرمل «كالدكة» والجمع «دكاك».

والمستوى من المكان الجمع «دكوك» بضم الدال، والكاف.

«الدكاء»: الرابية من الطين ليست بالغليظة، والجمع «دكاوات» بفتح الدال، وتشديد الكاف، أو لا واحد لها.


(١) سورة الاعراف الآية ١٤٣
(٢) سورة الفجر الآية ٢١
(٣) قال ابن الجزرى: ودكاء شفا في دكا المد انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٨٠ والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٤٧٥.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٢٥٢
(٤) انظر: المصباح المنير ج ١ ص ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>