للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واسكان الفاء، على وزن «فعل»، على أنه تمييز. وذلك أن اخوة «يوسف» عليه السلام لما نسبوا الحفظ الى أنفسهم في قوله تعالى: وَنَحْفَظُ أَخانا قال لهم أبوهم: فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً أي: خير من حفظكم الذي نسبتموه الى أنفسكم (١).

«فنجي» من قوله تعالى: جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ (٢).

قرأ «ابن عامر، وعاصم، ويعقوب» «فنجي» بنون واحدة مضمومة وبعدها جيم مشددة، وبعد الجيم ياء مفتوحة، على أنه فعل ماض مبني للمفعول من «نجى» مضعف الثلاثي، و «من» نائب فاعل.

وقرأ الباقون «فنجي» بنونين: الاولى مضمومة، والثانية ساكنة، وبعد الثانية جيم مخففة، وبعد الجيم ياء ساكنة مدية. على أنه فعل مضارع مبني للعلوم من «أنجى» الرباعي، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» يعود على الله تعالى، والكلام جاء على نفس ما قبله وهو قوله تعالى: «جاءهم نصرنا» و «من» مفعول «ننجي» (٣).

تنبيه: اتفق جميع شيوخ النقل عن كتاب المصاحف على حذف النون الثانية في الرسم من «ننجي» في سورة الأنبياء، وفي سورة يوسف عليه السلام، والى ذلك أشار صاحب المورد بقوله: والنون من ننجي في الانبياء:

كل وفي الصديق للاخفاء (٤).


(١) قال ابن الجزرى: حفظا حافظا صحب.
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ١٢٧.
والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ١٣ والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٣٤١.
وحجة القراءات ص ٣٦٢.
(٢) سورة يوسف الآية ١١٠
(٣) قال ابن الجزرى: فنجى فقل نجى نل ظل كوى.
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ١٢٩.
والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ١٧ والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٣٤٧.
(٤) انظر دليل الحيران شرح مورد الظمآن ص ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>