للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«خلق» من قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ (١).

ومن قوله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ (٢).

قرأه «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «خلق» بألف بعد الخاء، وكسر اللام، ورفع القاف، في الموضعين، على أنه اسم فاعل، و «السموات» بالخفض على الاضافة، من اضافة اسم الفاعل الى مفعول، و «الارض» بالخفض عطفا على «السموات» هذا في إبراهيم. وفي النور «كل» بالخفض، من اضافة اسم الفاعل الى مفعول أيضا.

وقرأ الباقون «خلق» في الموضعين، بحذف الالف التي بعد الخاء، وفتح اللام والقاف، على أنه فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «الله» و «السموات» بالنصب وبالكسر، على أنه مفعول به، و «الأرض» بالنصب عطفا على «السموات» هذا في إبراهيم. وفي «النور» «كل» بنصب اللام، على أنه مفعول به لخلق (٣).

جاء في «المفردات»: الخلق: أصله التقدير المستقيم.

ويستعمل في ايداع الشيء من غير أصله، والاحتذاء. وليس الخلق الذي هو الابداع الا لله تعالى، ولهذا قال تعالى: في الفصل بينه، وبين غيره:

أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٤).


(١) سورة إبراهيم الآية ١٩
(٢) سورة النور الآية ٤٥
(٣) قال ابن الجزرى: خالق امدد واكسر:
وادفع كنور كل والارض اجرز: شفا.
انظر النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ١٣٤.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٣٥٦، ح ٢ ص ٧٦.
وشرح طيبة النشر ص ٣٢٣.
(٤) انظر المفردات في غريب القرآن مادة «خلق» ص ١٥٧.
سورة النحل الآية ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>