للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأ «ابن كثير» «سكرت» بتخفيف الكاف، أي حبست أبصارنا، بحيث لا ينفذ نورها، ولا تدرك الأشياء على حقيقتها، والعرب تقول: «سكرت الريح» اذا أسكنت، فكأنها حبست ويقال: سكرت النهر: أي حبست عن الجري.

وقرأ الباقون «سكرت» بتشديد الكاف، أي غشيت، وغطيت.

وقال «قتادة بن دعامة السدوسى» ت ١١٨ هـ.

معنى «سكرت»: سدت، وحجتهم في التشديد أن الفعل مسند الى

جماعة وهو قوله تعالى: سُكِّرَتْ أَبْصارُنا والتشديد مع الجمع أولى اهـ (١).

جاء في «المفردات»:

«السكر» - بضم السين، وسكون الكاف-:

حالة تعرض بين المرء، وعقله، وأكثرها ما يستعمل ذلك في شراب، وقد يعترى من الغضب.

و «السكر» - بفتح السين والكاف: اسم لما يكون منه «السكر» قال تعالى: وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً (٢).

و «السكر» - بفتح السين، وسكون الكاف: حبس الماء، وذلك باعتبار ما يعرض من السد بين المرء، وعقله.

و «السكر» - بكسر السين، وسكون الكاف: الموضع المسدود.

وقوله تعالى: إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا (٣).

قيل: هو من «السكر» - بفتح السين، وسكون الكاف- وقيل:


(١) قال ابن الجزرى: وخف سكرت دنا.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ١٣٨ والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ٣٠.
والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ٣٦١.
وحجة القراءات ص ٣٨٢.
(٢) سورة النحل الآية ٦٧
(٣) سورة الحجر الآية ١٥

<<  <  ج: ص:  >  >>