للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جنينها من شدة الفزع، وهذا تصوير لشدة الانزعاج والخوف، اذ ليس في يوم البعث ارضاع، ولا حمل، ويخيل اليك ان الناس سكارى لعدم اتزانهم، وكثرة حيرتهم، وليسوا بسكارى لانهم لم يعاقروا خمرا ولكن خوف عذاب الله الشديد هو الذي أفزعهم فأطار عقولهم وأذهب صوابهم.

«لهدمت» من قوله تعالى: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ (١).

قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر» «لهدمت» بتخفيف الدال، على أنه فعل ثلاثي مجرد، وهو يقع للقليل، والكثير.

وقرأ الباقون بتشديد الدال، على أنه فعل مضعف العين، يدل على التكثير، وذلك لكثرة الصوامع، والبيع، والصلوات، والمساجد (٢).

«سيناء» من قوله تعالى: وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ (٣).

قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر» «سيناء» بكسر السين على وزن «فعلاء» والهمزة بدل ياء، وليست للتأنيث، اذ ليس في كلام العرب «فعلاء» بكسر الفاء، وهمزته للتأنيث، انما يأتي هذا المثال في الاسماء الملحقة ب «سرداح» نحو: علباء، وحرباء الهمزة في هذا بدل من ياء لوقوعها متطرفة بعد ألف زائدة، من هذا يتبين أن الهمزة في «سيناء» في قراءة من كسر السين بدل من ياء، وهو معرفة اسم للبقعة، فلم ينصرف للعلمية والتأنيث.

وقرأ الباقون «سيناء» بفتح السين، على وزن «فعلاء» كحمراء،


(١) سورة الحج الآية ٤٠
(٢) قال ابن الجزرى: هثمات للحرم خف.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٢٠٠.
والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ١٢١.
والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ٥١.
(٣) سورة المؤمنون الآية ٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>