للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«صدق» من قوله تعالى: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ (١).

قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «صدق» بتشديد الدال، على التضعيف، ووجه ذلك أنه عدى «صدق» الى الظن فنصبه على معنى: أن ابليس صدق ظنه، فصار يقينا حين اتبعه الكفار، وأطاعوه في الكفر.

والمعنى: ولقد حقق «ابليس» في أهل «سبأ» ظنه، وذلك باستعدادهم لقبول اغوائه، فاتبعوه، وانغمسوا في الشهوات والآثام، الا فريقا من المؤمنين.

وقرأ الباقون «صدق» بعدم التشديد، على أصل الفعل، ووجه ذلك أنه لم يعد «صدق» الى مفعول، لكن نصب «ظنه» على نزع الخافض، أي صدق ظنه حين اتبعوه (٢).

«ظلال» من قوله تعالى: هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (٣).

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ظلل» بضم الظاء، وحذف الألف، على وزن «فعل» مثل «عمر» على أنه جمع «ظلة» مثل «غرف، وغرفة».

وقرأ الباقون «ظلال» بكسر الظاء، واثبات الألف، على أنه جمع «ظل» مثل: «ذئب، وذئاب» أو جمع «ظلة» أيضا، مثل: «قلة، وقلال» (٤).


(١) سورة سبأ الآية ٢٠
(٢) قال ابن الجزرى: وصدق الثقل كفى.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٢٥٧ والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ١٥٣ والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ٢٠٧
(٣) سورة يس الآية ٥٦
(٤) قال ابن الجزرى: ظلل للكسر ضم واقصروا شفا.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٢٦٦.
والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ١٦٨.
والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>