كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية

الباب السابع تذكير الفعل وتأنيثه - ج: 2 - ص: 65

غير حقيقي (١) وكذا الفصل بين الفعل ونائب الفاعل (٢).

«فنادته» من قوله تعالى: فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ (٣).

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «فناداه» بألف بعد الدال، على تذكير الفعل.

وقرأ الباقون «فنادته» بتاء التأنيث الساكنة بعد الدال، وذلك على تأنيث الفعل (٤) وجاز تذكير الفعل وتأنيثه لأن الفاعل جمع تكسير، فمن ذكر فعلى معنى الجمع، ومن أنث فعلى معنى الجماعة.

قال «الراغب» في مادة «ندا»: «النداء»: رفع الصوت، وظهوره وقد يقال ذلك للصوت المجرد، واياه قصد بقوله تعالى:

وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً (٥) أي لا يعرف الا الصوت المجرد دون المعنى الذي يقتضيه تركيب الكلام.

---

(١) قال ابن مالك: والتاء مع جمع سوي السالم من مذكر كالتاء مع احدى اللبن.
(٢) قال ابن مالك: وقد يبيح الفصل ترك التاء في نحو أتي القاضي بنت الواقف.
انظر: النشر ح ٢ ص ٤٠٠. والكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٢٣٨. والمهذب في القراءات العشر وتوجيهها ح ١ ص ٥٥. قال ابن الجزري: يقبل أنث حق.
(٣) سورة آل عمران آية ٣٩.
(٤) قال ابن الجزري: نادته ناداه شفا.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٦. وكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٣٤٢. وحجة القراءات ص ١٦٢. واتحاف فضلاء البشر ص ١٧٣.
(٥) سورة البقرة آية ١٧١.