للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ الباقون «تأتيهم» في الموضعين أيضا بالتاء، على تأنيث الفعل، وجاز تذكير الفعل، وتأنيثه، لأن الفاعل وهو «الملائكة» جمع تكسير، واذا كان الفاعل جمع تكسير جاز في فعله التذكير، والتأنيث (١).

«يتوفى» من قوله تعالى: وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ (٢).

قرأ «ابن عامر» «تتوفى» بالتاء، على تأنيث الفعل، وذلك لأن لفظ الملائكة مؤنث. والمراد به: جماعة الملائكة، ومنه قوله تعالى:

فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ (٣).

وقرأ الباقون «يتوفى» بالياء، على تذكير الفعل، وذلك لأن تأنيث الملائكة غير حقيقي، وللفصل بين الفعل والفاعل، ولأن المراد جمع الملائكة، كما تقول: «قال الرجال» أي جمع الرجال.

قال «الزجاج» إبراهيم السري ت ٣١١ هـ:

«الوجهان جميعا جائزان، لأن الجماعة يلحقها اسم التأنيث لأن

معناها معنى جماعة، ويجوز أن يعبر عنها بلفظ التذكير كما يقال:

«جمع الملائكة أهـ (٤) «يكن» من قوله تعالى: وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا (٥).


(١) قال ابن الجزري: وان كم ظن واكسرها شفا يأتيهم كالنحل عنهم وصفا.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٦٩. والكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٤٥٨. والمهذب في القراءات العشر ح ص ٢٣٢.
(٢) سورة الانفال آية ٥٠.
(٣) سورة آل عمران آية ٣٩.
(٤) قال ابن الجزري: ويتوفي أنث أفهم فتح كفل.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٩٠. والكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٤٩٣. والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ٢٦٩. وحجة القراءات ص ١٦٢.
٣١١.
(٥) سورة الانفال آية ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>