للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثالث: أن يكون ما قبلها تاما، ولهذا امتنع الرفع في نحو:

«كان سيري حتى أدخلها» اذا حملت «كان» على النقصان دون التمام» أهـ (١).

وقال «ابن مالك»:

وبعد حتى هكذا اضمار أن ... حتم كجد حتى تسر ذا حزن

فأما نصب الفعل بعد حتى فشرطه كون الفعل مستقبلا بالنسبة الى ما قبلها، سواء كان مستقبلا بالنسبة الى زمن التكلم أو لا:

فالأول: كقوله تعالى:

لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى (٢) فان رجوع «موسى» عليه السلام مستقبل بالنسبة الى الأمرين جميعا.

والثاني: كقوله تعالى: وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ (٣).

لأن قول الرسول وان كان ماضيا بالنسبة الى زمن الإخبار، الا أنه مستقبل بالنسبة الى زلزالهم.

ثم قال:

«ولحتى» التي ينتصب بها الفعل معنيان:

١ - فتارة تكون بمعنى «كي» وذلك اذا كان ما قبلها علة لما بعدها، نحو: «أسلم حتى تدخل الجنة».

٢ - وتارة تكون بمعنى «الى» وذلك اذا كان ما بعدها غاية لما قبلها كقوله تعالى:


(١) انظر: شرح قطر الندى لابن هشام ص ٦٨
(٢) سورة طه آية ٩١.
(٣) سورة البقرة آية ٢١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>