للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيكون معنى التعظيم إما بالنسبة الى المجيب، وإما بالنسبة الى المجاب، ولا يراد بذلك حقيقة النهي.

وقرأ الباقون «ولا تسأل» بضم التاء، ورفع اللام، وذلك على الاستئناف، والمعنى على ذلك: أنك لا تسأل عن الكفار ما لهم لم يؤمنوا، لأن ذلك ليس اليك، إن عليك الا البلاغ، انك لا تهدي من أحببت، انما أنت منذر، وفي ذلك تسلية له صلى الله عليه وآله وسلم وتخفيف ما كان يجده من عنادهم فكأنه قيل: لست مسئولا عنهم فلا يحزنك كفرهم، وفي ذلك دليل على أن أحدا لا يسأل عن ذنب أحد، ولا تزر وازرة وزر أخرى (١).

قال ابن الجزري: تسأل للضم فافتح واجزم ان ظللوا.

«السؤال»: استدعاء معرفة، أو ما يؤدي الى المال:

واستدعاء مال، أو ما يؤدي الى المال:

فاستدعاء المعرفة: جوابه على اللسان، واليد خليفة له بالكناية، أو الاشارة.

واستدعاء المال: جوابه على اليد، واللسان خليفة لها، اما بوعد، أو برد.

فان قيل: كيف يصح أن يقال: السؤال يكون للمعرفة، ومعلوم أن الله تعالى يسأل عبادة، نحو قوله تعالى: وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ (٢).

قيل: ان ذلك سؤال لتعريف القوم وتبكيتهم لا لتعريف الله تعالى، فانه علام الغيوب.


(١) انظر: النشر في القراءات العشر ج ٢ ص ٤١٦.
والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٢٦٢. والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٧١. وحجة القراءات لابن زنجلة ص ١١١. والحجة في القراءات لابن خالويه ص ٨٧. وتفسير البحر المحيط ج ١ ص ٣٦٧.
(٢) سورة المائدة آية ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>