للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسؤال للمعرفة يكون تارة للاستعلام وتارة للتبكيت نحو قوله تعالى: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (١).

والسؤال اذا كان للتعريف تعدى الى المفعول الثاني تارة بنفسه، نحو قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ (٢).

وتارة بالجار، نحو قوله تعالى: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ (٣).

واذ كان السؤال لاستدعاء مال فانه يتعدى بنفسه نحو قوله تعالى: وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا (٤) قال «ابن بري» ت ٥٨٢ هـ: (٥) «سألته الشيء بمعنى استعطيته إياه وسألته عن الشيء استخبرته» أهـ (٦) «لا تضار» من قوله تعالى: لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها (٧) قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «لا تضار» برفع الراء مشددة، على أنه فعل مضارع من «ضار» مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، ولا نافية ومعناها النهي للمشاكلة.


(١) سورة التكوير آية ٨ - ٩.
(٢) سورة العنكبوت آية ٢٩.
(٣) سورة البقرة آية ١٨٦.
(٤) سورة الممتحنة آية ١٠.
(٥) هو عبد الله بن بري عبد الجبار بن بري المقدسي، المصري، الشافعي «أبو محمد» نحوي، لغوي، ولد بمصر، في رجب، وبها نشأ، وقرأ الأدب، وانتفع به خلق كثير، له عدة مصنفات منها:
النبيه والايضاح عما وقع في كتاب الصحاح، وغلط الضعفاء من أهل الفقه، وحواش على درة الغواص في أوهام الخواص للحريري، وحاشية على المعرب للجواليقي. وتوفي بمصر عام ٥٨٢ هـ ١١٨٦ م: انظر: معجم المؤلفين ح ٦ ص ٣٧.
(٦) انظر: تاج العروس ح ٧ ص ٣٦٥.
(٧) سورة البقرة آية ٢٣٣

<<  <  ج: ص:  >  >>