للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الماضي، وكسرها في المضارع، وهذه هي اللغة الفصيحة، لغة «نجد».

ويقال: «ضللت تضل» مثل «مللت تمل» أي بكسر العين في الماضي، وفتحها في المضارع، وهي لغة «الحجاز، والعالية».

وروى «كراع» ت ٣٠٧ هـ (١) عن «بني تميم» «كسر الضاد في الأخيرة أيضا» أهـ (٢).

«أن صدوكم» من قوله تعالى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا (٣).

قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» «أن صدوكم» بكسر همزة «ان» على أن «أن» شرطية والصد منتظر في المستقبل، وعليه يكون المعنى:

ان وقع صد لكم عن المسجد الحرام مثل الذي فعل بكم أو لا عام الحديبية سنة ست من الهجرة فلا يحملكم بغض من صدكم على العدوان.

وقرأ الباقون بفتح همزة «أن» على أنها مصدرية، وأن وما دخلت عليه مفعول لأجله.

وعليه يكون المعنى: لا يحملنكم بغض قوم على العدول لأجل

صدهم اياكم عن المسجد الحرام في الزمن الماضي لأنه وقع عام الحديبية سنة ست من الهجرة، والآية نزلت سنة ثمان من الهجرة عام الفتح (٤).


(١) هو: علي بن الحسن، المعروف بكراع النمل، ويعرف بالدوسي «أبو الحسن» لغوي، من أهل مصر أخذ عن البصريين، وكان كونيا، من تصانيفه: المنضة المنضد، توفي عام ٣٠٧ هـ الموافق ٩١٩ م: انظر ترجمته في معجم المؤلفين ح ٧ ص ٧١.
(٢) انظر: تاج العروس مادة «ضل» ج ٧ ص ٤١١.
(٣) سورة المائدة آية ٢.
(٤) قال ابن الجزري: أن صدوكم اكسر حز دفا.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٣٩. والمهذب في القراءات العشر ح ١ ١٧٩. والكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٤٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>