للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ الباقون برفع القاف فيهما، على الاستئناف (١).

«نزل» من قوله تعالى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (٢).

قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وحفص، وأبو جعفر» «نزل» بتخفيف الزاي، و «الروح» برفع الحاء، و «الأمين» برفع النون، على

أن «نزل» فعل ماض، و «الروح» فاعل، و «الأمين» صفة له، والروح الأمين: جبريل عليه السلام.

وقرأ الباقون «نزل» بتشديد الزاي، و «الروح» بنصب الحاء، و «الأمين» بنصب النون، على أن «نزل» فعل ماض مضعف العين، وفاعله ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «رب العالمين» في قوله تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣).

و «الروح» لم ينزل بالقرآن حتى نزله اللَّه به، ودليله قوله تعالى:

قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ (٤).

«وتوكل» من قوله تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٥).

قرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «فتوكل» بالفاء، على أنها واقعة في جواب شرط مقدر يفهم من السياق، والتقدير: فاذا انذرت عشيرتك فعصتك فتوكل على العزيز الرحيم، ولا تخشى عصيانهم.

وقرأ الباقون «وتوكل» بالواو، على أنه معطوف على قوله تعالى:


(١) قال ابن الجزري: يضيق ينطلق نصب الرفع ظن.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٢٢١. والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ٩٠.
(٢) سورة الشعراء آية ١٩٣.
(٣) سورة الشعراء آية ١٩٢.
(٤) قال ابن الجزري: يزل خفف والأمين الروح عن حرم حلا انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٢٢٣. والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ٩٧. والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ١٥١. سورة البقرة آية ٩٧.
(٥) سورة الشعراء آية ٢١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>