للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حميما وشرابا غساقا» ولحميم الذي بلغ في حره غايته، والغساق ما يجتمع من صديد أهل النار، وهو مشتق من «غسقت عينه» اذا سالت، والتشديد للمبالغة.

وقرأ الباقون «غساق، وغساقا» بتخفيف السين فيهما، وهو اسم للصديد (١).

«اتّخذناهم» من قوله تعالى: أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (٢).

قرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر» «اتخذناهم» بهمزة قطع وصلا، وابتداء على الاستفهام الذي معناه التقرير، والتوبيخ وليس هو على جهة الاستخبار عن أمر لم يعلم، بل علموا أنهم فعلوا ذلك في الدنيا، فمعناه أنه يوبخ بعضهم بعضا على ما فعلوه في الدنيا من استهزائهم بالمؤمنين، و «أم» هي المعادلة لهمزة الاستفهام.

وقرأ الباقون «اتخذناهم» بهمزة وصل تحذف وصلا، وتثبت بدءا

مكسورة على الخبر، لأنهم قد علموا أنهم اتخذوا المؤمنين في الدنيا سخريا، فأخبروا عما فعلوه في الدنيا ولم يستخبروا عن أمر لم يعلموه.

ودل على ذلك قوله تعالى: فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي (٣).

ويكون «اتخذناهم» وما بعده صفة «لرجال» من قوله تعالى:

وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا [ص ٦٢].

وتكون «أم» معادلة لمضمر محذوف، تقديره: أمنقذون هم أم زاغت


(١) قال ابن الجزري: غساق الثقل معا صحب.
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٢٧٧. والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ١٨٤ - ٣٢٠.
(٢) سورة ص آية ٦٣.
(٣) سورة المؤمنون آية ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>