للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على المبدأ أو العقيدة فهي مرفوضة، وكل تحالف يقود إلي هذه النتيجة بأن نقدم جزءا من إسلامنا ونتخلى عن الدعوة لشيء منه ونترك البعض الآخر بصفته شرطا يتوقف عليه التحالف هو مرفوض في الإسلام.

٢ - هناك فرق بين التخلي عن شيء من هذا الدين كشرط للمحالفة وبين أن أعرض الأمور العامة ذات الطابع المشترك بيني وبين العدو أثناء المفاوضات لتأليف قلبه فلقد عرض رسول صلى الله عليه وسلم كما قال مفروق مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال.

إن هناك فرقا شاسعا بين القدرة السياسية الفائقة في حسن العرض والأداء وحسن الاختيار لما أريد الدعوة إليه. وبين الشرط الذي يملي على المفاوض في عدم ذكر جوانب من هذا الدين أو إعطاء صورة مغايرة للحقيقة. فلقد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يفاوض عتبة بن ربيعة يسكت عن الإجابة عن سؤالين: أأنت خير أم عبد الله؟ أأنت خير أم عبد المطلب؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الثقلين بلا منازع، ولكن الإجابة عن هذين السؤالين يبعدان الهدف المقصود للرسول من إبلاع الدعوة لعتبة.

ولقد أجاب عتبة عن هذين السؤالين لنفسه بأن عبد المطلب وعبد الله خير من محمد ومع ذلك عبدا هذه الآلهة. ولم يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الصدد شيئا إنما اكتفى بأن يتكلم بعد أن أنهى عتبة حديثه. مع ملاحظة أن عتبة عندما انصرف من عند رسول الله لم يأخذ رأيا عن أن هذه الآلهة حق، إنما انصرف برأي هو إعجاز هذا الدين الذي يدعو إليه محمد ولا بد أن يكون له النصر.

٣ - وهذا يقودنا إلى الفقرة الثالثة. أين عبد المطلب؟ قال في النار.

عندما يكون الأصل في التحالف السياسي هو النجاح أو تحقيق فوز

<<  <   >  >>