حسب إمكاناتهم على العرب فقط. أما كسرى فلا، فلقد عاهدوه أن لا يحدثوا حدثا أو يؤووا محدثا. ولعل كسرى يغضب أشد الغضب لو علم بذلك .. فهو أمر تكرهه الملوك.
إن الحماية المشروطة أو الجزئية لا تحقق الهدف المقصود فلن يخوض بنو شيبان حربا ضد كسرى لو أراد القبض على رسول الله وتسليمه. ولن يخوض حربا ضد كسرى لو أراد مهاجمة محمد رسول الله وأتباعه. وبذلك فشلت المباحثات وأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغزو قلوب بني شيبان بأن حدثهم عن موعود الله بنصره وأنهم وراث الأرض من دون المشركين إن هم آمنوا بالله ورسوله وسبحوه. وهذا هو الهدف الوحيد البعيد الذي تحقق ليبقى طريقا مفتوحا للقاءات القادمة: أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم ويفرشكم نساءهم أتسبحون الله وتقدسونه: فقال النعمان بن شريك: اللهم لك ذلك.
ومن خلال هذه الفقرات الخمس نستطيع أن نحدد معالم هذه المرحلة والتي سميناها مرحلة الضعف في مفهوم التحالف السياسي الإسلامي.
١ - والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك فيه.
٢ - أأدخل في جوارك؟
٣ - أين عبد المطلب؟ قال: في النار.
٤ - الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء.
٥ - إن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه.
ونصل من هذه الفقرات إلى المعالم التالية:
١ - أي مفاوضة أو مساومة تنتهي بالتخلي عن هذا الدين أو تطالبنا بالساومة