للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إننا نناشد هؤلاء الناس أن يرعووا إلي الحق عندما يلومون الحركة الإسلامية لمثل هذه المواقف لأن هذه الأمور بالأصل ليست للرجال ولا للدعاة. إنما هي أمر رباني بعدم التخلي عن أي جزئية من هذا الدين أو تغييرها لأهواء البشر: {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ... }. {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (*) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (*) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا} (١)

٤ - أأدخل في جوارك؟ قال: نعم.

هكذا ... نصر يتحقق للدعوة دون أي تنازل يقدم. فيمكن إذن للحركة الإسلامية أن تفاوض وتحالف على حماية رجالها من الإبادة أو إخراجهم من السجن أو حفظهم من الإعدام دون أي تعهد بالتخلي عن مبدأ مقابل ذلك. وهذا الأمر دقيق لا بد من إيضاحه.

لا بد من إيضاح نقطة هامة في هذا الموضوع. هذه النقطة هي أن المسلمين في حالة قد حرموا فيها من حرية البلاغ وحرية الحياة. فإذا استطاعت قيادتهم أن تضمن لهم حرية الحياة خطوة أولى فلا ضير. حرية الحياة هذه باسم القانون أو باسم الديمقراطية أو بدافع القرابة فهو من حقها. بل بتعبير أدق من واجباتها. بل يمكن القول إن الخط السياسي في الإسلام يسير باتجاه التصاعد دائما. بمعنى أن أي كسب تحققه للدعوة ورجالها وأشخاصها فهو مقبول لكن دون أي تعهد أو التزام على حساب


(١) الإسراء- ٧٣ - ٧٥

<<  <   >  >>