المبدأ. ولا بد من تعداد الصور لإيضاح جانب الحق في هذا الموضوع.
لو أدين الدعاة إلى الله بعد أن كانوا آمنين على أموالهم وأرواحهم لأنهم يدعون إلى الله عز وجل فكيف يمكن أن تكون الخطوة السياسية في هذا المجال؟
إن كانت سلامتهم تضمن بتعهدهم بالبعد عن الدعوة إلي الله وإعلان البراءة منها. فالمفاوضات مرفوضة والتحالف مرفوض.
وإن كانت سلامتهم تنطلق من منطلق حق الإنسان في العقيدة وحقه في البلاغ باسم القانون أو العرف فالتفاوض واجب والضرورة قائمة.
إن من حق الحركة الإسلامية بل من واجبها أن يكون تحركها السياسي في هذا المضمار على أعمق ما يكون التحرك. وعلى أذكى ما يكون التحرك. وشبيه بهذه الصورة أن تحصل الحركة الإسلامية على أية معونة أو حماية أو نصرة من أية جهة دون أن تلتزم مقابل ذلك بشيء بل تستفيد من طبيعة الصراع بين دول الباطل.
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}(١) فللباطل آلاف السبل وليس سبيلا واحدا. وذكاء الحركة الإسلامية وعبقريتها السياسية في أن تتوغل في هذه السبل وتعرف نقاط الضعف فيها. ونقاط الصراع فيها فتستفيد من هذه النقاط وتحقق نصرا جديدا لها خطوة إلي الأمام.
هذا ولا بد من الإشارة إلى أن الموقف الفردي يختلف عن موقف الجماعة المسلمة. فالأفراد يحق لهم أن يظهروا الكفر عند اشتداد المحنة وتضاعف البلاء. وضعف الفرد العادي ينعكس عليه. أما تساهل