للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القيادة فينعكس على الإسلام نفسه. وإشارة كذلك إلى ملاحظة ثانية هي أنه ليس كل الأفراد على مستوى واحد ولهم هذا الحق في التراجع وإظهار الكفر. إن بعض الشخصيات الإسلامية التي أصبحت رمزا للدعوة يكون من الخطأ بمكان أن تهادن أو تضعف أو تستكين والأصل فيها أن تتنازل عن حياتها ولو مزقت قطعا ولا تتنازل عن عقيدتها.

ونستشهد في هذا المجال بصورتين:

ـ[الصورة الأولى]ـ: لابن أم عمارة رضي الله عنهما عندما مضى ممثلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة الكذاب وقطعه إربا إربا ورفض أن يشهد له بالرسالة. بينما رأينا الوفد الثاني يشهد له بالرسالة فيفتتن الناس فيهم ويكفرون أكثر من افتتانهم بمسيلمة.

وـ[الصورة الثانية]ـ: لعبد الله بن حذافة السهمي وقد كان بين يدي قيصر وفشلت كل وسائل التعذيب معه على أن يتنصر ويكون شريكا لقيصر في ملكه فرفض وعرض على القدر المغلي بالزيت فدمعت عيناه وعلل ذلك بأنه يشتهي أن يكون له مائة نفس كلما مات مرة بعث أخرى.

وليست قصة زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي رضي الله عنهما عنا ببعيدة. لأن كل شخص من هؤلاء الأربعة المذكورين يمثل صورة الإسلام وحقيقته عند عدو من أعداء الله.

٥ - الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء

تعهد واحد طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفضه. فماذا تستافيد الحركة الإسلامية من هذا الموقف وهي في حالة الضعف؟.

إن الحركة الإسلامية حين تفاوض عدوا على مستقبل الحكم أو تدعى إلي التحالف معه ... إذا استطاعت أن تصل مع هذا العدو إلى أن

<<  <   >  >>