للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلامية. ويكفي أن نذكر نقطتين اثنتين توضحان عبقرية النظرة السياسية النبوية في هذا المجال:

ـ[أولاهما]ـ: أن الفرس كانوا في أوج انتصارهم بعد أن هزموا امبراطورية الروم وأخذوا صليبها المقدس.

ـ[ثانيهما]ـ: أن كسرى عندما وصله خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قيام دولة الإسلام بست سنوات. مزق الخطاب النبوي. وبعث من يحضر له محمدا حيا أو ميتا. علما بأنه قد تجرع مرارة الهزيمة القاتلة من الروم قبل أربع سنوات.

فما أحوجنا ونحن نود للحركة الإسلامية تحركا سياسيا هائلا. لأن نحكم الهدف أولا ونحكم الخطة ثانيا. ونكون أدرى ما يكون بالعدو ثالثا. وندفع بالعبقري السياسي للحركة رابعا. ونطلب النصر من الله سبحانه وتعالى بعد بذل هذه الإمكانات.

ونقف كذلك عند هذا الأمر الذي تكرهه الملوك

نحن اليوم على آمال إقامة دولة الإسلام في الأرض، ونعرف في الوقت نفسه أن كل القوى الفعالة تكره هذه الدولة. هذه الصورة القاتمة كثيرا ما تخيفنا وتدفع بنفوسنا إلى الزاوية الميتة. إلا أنه لا بد لنا من فعل شيء حتى نستطيع أن تقوم لنا قائمة. والحل المطروح هو أنه لا بد لنا من أن ننضوي تحت لواء جبهة وطنية، تقبل أطرافها بإسلامية سورية.

إن الخطوط العريضة التالية هي الضوابط في هذا الشأن:

١ - ° التحالف السياسي المقيد جائز في الإسلام.

٢ - ° خط حلف الفضول، وكل تحالف على إسقاط نظام طاغ أو مقاومة ظالم مستبد جائز.

<<  <   >  >>