لا، لكن النتيجة المؤكدة أن إحباط الحلف مع قريش بحد ذاته هو نجاح للدبلوماسية الإسلامية التي وضعت كل الطاقات السياسية والفكرية لمقاومة تحدي قريش لدعوة الله. ولنتصور كيف سيكون الوضع في المدينة لو عقد الأوس حلفا مع قريش. كم كان من الممكن أن يحقق متاعب للنبي صلى الله عليه وسلم، ولنوضح خطر ذلك من خلال موقف عبد الله بن أبي. الذي أكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أدبيا على العفو عن حلفائه بني قينقاع من يهود. وعن دوره الخبيث في أحد يوم انفصل بثلث الجيش عن أحد. لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد حلفاءه من يهود ولم يقبلهم في جيشه.
فنحن إذن أمام حلف أحبط بين قريش والأوس. وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم دور معنوي على الأقل في إثارة البلبلة في صفوف الوفد القادم من المدينة من جهة، وفي إثارة الشكوك في نفسه حول قدرة قريش على المحالفة، وقد حاربت ابنها محمدا صلى الله عليه وسلم ورفضت تبنيه.
ونعود إلى الحديث عن لقاء العقبة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وشباب الخزرج الستة لنرى خطا جديدا ابتدأ، وثق به رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتمده نهجا سياسيا جديدا بحيث ألغى بقية الجهود بانتظار نتائجه. وكانت أهميته عند القيادة النبوية في أن دخول هؤلاء النفر في الإسلام يجعل الأمر أقوى من صيغة التحالف بين ندين مختلفين، فقد يحوله إلى حركة أو حزب واحد وقيادة لهذا الحزب. ومن أجل ذلك ننبه إلى أننا سوف ننقل هنا من الحديث عن الأحلاف- قدر الضرورة- رغم أن أصل البحث هو- التحالف السياسي-.
والذي يدفعنا إلى هذه النقاط سبب أساسي- هو الاعتقاد أن مرحلتنا الآن والتي تمر بها الحركة الإسلامية في سورية هي مرحلة تأسيس الدولة. ولا بد أن نترسم في كثير من خطاها. هذه المرحلة النبوية المشابهة. سواء في أحلافها